
دراسة تنشيط الحي السكني
د. لبنى عبد العزيز مصطفى
تًعد هذه الدراسة التي أعدها ستوديو جانج Studio Gang لمكتب عمدة مدينة نيويورك للعدالة الجنائية واحدة من أفضل الدراسات الصادرة بخصوص تأهيل الأحياء غير الآمنة في المدن. وتركز الدراسة التي تحمل عنوان (دراسة تنشيط الحي) على كيف يمكن استخدام التصميم العمراني والفراغي لتعزيز العلاقات والديناميكيات الاجتماعية على مستوى الحي بصورة تساهم في تقليل الجريمة.
تقترح دراسة تنشيط الحي الجمع بين سكان الحي والحكومة لإعادة تصور وتفعيل البيئة المبنية للحد من الجريمة. وقد تم اختيار أربعة أحياء تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة باعتبارها ذات أولوية لتطبيق هذه الخطة، وهي براونزفيل وبروكلين وموريسانيا وبرونكس.
وترتكز الدراسة على محاور تقوم على مبادرتين رئيسيتين لرئيس البلدية:
– خطة عمل عمدة المدينة لسلامة الأحياء (MAP) Mayor’s Action Plan for Neighborhood Safety (MAP
– بناء مجتمعات صحية (BHC) Building Healthy Communities
تعتمد الدراسة على مدخل أساسي: “كيف يمكن لجهد منسق بين الهيئات العامة وبالشراكة مع المجتمعات أن يربط ويعيد تأسيس العلاقة بين الأطراف ذات المصلحة لخلق التحولات المرجوة في سلامة الأحياء ورفاهيتها بإعادة توظيف البيئة المبنية وتوزيع الأدوار المختلفة في إدارة الأحياء بمشاركة السكان. وتشمل الأنشطة التشاركية الأنشطة المرتبطة باستراتيجيات الشرطة، وتحسين ظروف التوظيف المحلي، ومشاركة الشباب، والحصول على التعليم، والنشاط الاقتصادي، فضلا عن جودة الشوارع والمساحات المفتوحة والمباني العامة. ونظرا لأن القوى التي تؤثر على سلامة الأحياء متنوعة ومعقدة وموزعة بشكل غير متساو عبر المجتمعات، لذا يجب أن تكون استجابة التصميم متنوعة ومرنة بنفس القدر.
تقوم الدراسة على عدد من المبادئ التوجيهية التي تشمل ما يلي:
* إشراك الخبراء الحقيقيين: سكان المجتمع وأصحاب المصلحة
* إعطاء الأولوية للشباب.
* إتاحة الروابط الاجتماعية
* معالجة الجذور المعقدة للجريمة – استخدام المساحات الآمنة كمراكز للفرص
* البدأ بتأهيل أصول الحي
* المشاركة في تحديد مواقع الأنشطة والمنظمات المجتمعية ومقدمي الخدمات.
* تقليل إقليمية الوكالة
* توسيع الأنشطة على الممتلكات العامة
* توفير الإضاءة ليلا
* تقليل العوائق أمام الاقتصاد المحلي
* الاستثمار في الساحات والحدائق والمساحات الخضراء في الشوارع
* توفير المساواة في الصيانة – وضمان صيانة الأماكن العامة بشكل جيد
تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تعطي دليلا عمليا لتوظيف الشراكة المجتمعية لإعادة تأهيل الشوارع والمساحات العامة بالأحياء لصبح آمنة، وهذا يتفق مع ما خلصت إليه احصاءات ودراسات سابقة لتأثير التصميم العمراني والفراغي على توفير الأمان بالأحياء. ومع حقيقة أن كافة مدننا العربية تعاني من وجود بعض هذه الأحياء غير الآمنة والتي ترتفع بها معدلات الجريمة. ومن ثم يظل الأمل معقود على إيمان إدارات المدن بالدور الحيوي والفعال للشراكة المجتمعية في تأهيل الحي وتوفير الأمان المرجو بعيدا عن الحلول الشرطية التي تظل نتائجها غالبا جزئية.
يمكن الحصول على نسخة من هذه الدراسة من هنا: